ضرورة الإيمان
مع أن الله قد تمم العمل الخلاصي بجملته وقدمه لنا هبة مجانية، لكننا لا يمكن أن نحصل على خلاص الله إلا إذا تبنا عن خطايانا وقبلنا المسيح بالإيمان مخلصاً شخصياً لحياتنا:"توبوا وارجعوا عن كل معاصيكم.. وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه"(حزقيال 30:18 ويوحنا 12:1). هنا نجد أن دعوة الله للتوبة والخلاص مبنية على المحبة والحنان والرحمة ومجردة كلياً من التخويف والإرهاب والرعب والإكراه. فمحبة الله تحترم الإنسان وتعطيه الفرصة لكي يقرر مصيره الأبدي. لذلك يقول لك الله الآن:"أُشهد عليكم اليوم السماء والأرض، قد جعلت قدامك الحياة والموت البركة واللعنة، فاختر الحياة لكي تحيا أنت ونسلك، إذ تحب الرب إلهك وتسمع لصوته وتلتصق به لأنه هو حياتك"(تثنية 19:30و20). ويشدد الكتاب المقدس على هذه النقطة إذ يقدم لك محور الإيمان المطلوب منك، يقول:"آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص"(أعمال 31:16). وبدون هذا الإيمان بالمسيح لا يُمكن إرضاء الله ولا يمكن الحصول على خلاص الله والنعيم الأبدي. إذاً الجواب على أهم سؤال يواجهه الإنسان بخصوص المكان الذي سيصرف فيه أبديته، يتعلق بجملته على إيمان الفرد بالرب يسوع المسيح وعمله الكفاري على الصليب لغفران الخطايا. والكتاب المقدس يقول:"لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت. لأن كل من يدعو باسم الرب يخلص"(رومية 9:10-13).
كلمة لا بدّ منها؟
كيف يمكن لإنسان مذنب أن يكون له أي أمل بعدالة القانون إن وقف أمام قاض هو نفسه الخصم؟ يثبت الكتاب المقدس حقيقة مجيء المسيح كديان العالم، قال:"الرب يسوع المسيح العتيد أن يدين الأحياء والأموات عند ظهوره وملكوته"(2تيموثاوس 1:4). وقد سند الإسلام هذه الحقيقة في الحديث الشريف، مسجلاً قول نبي الإسلام، محمد، عندما صرح قائلاً:"لا تقوم الساعة حتى ينـزل ابن مريم حكما مقسطاً". فالكتاب المقدس واضح بخصوص ديان البشر. فالرب يسوع"مزمع ان يدين المسكونة بالعدل... لأن الآب لا يدين أحداً بل قد أعطى كل الدينونة للابن"(أعمال 21:17 ويوحنا 22:5). إذاً، نرى هنا حقيقة لا تقبل الاستجواب أو الجدل وهي أنه "وُضع للناس أن يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة"(عبرانيين 27:9)، وأن الرب يسوع المسيح سيأتي دياناً عادلاً للأحياء والأموات. هنا علينا أن نسأل: ما هو الحساب الذي سيعطيه الإنسان أمام الديان؟ هل سيأتي الديان حاملاً ميزاناً كي يزن أعمال الناس الحسنة والسيئة؟ طبعاً لا. وجواباً على ذلك السؤال، يقول الكتاب المقدس:"من يؤمن بابن الله له حياة أبدية ومن لم يؤمن قد دين لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد"(يوحنا 18:3). لذلك أخطر تهمة سيواجهها الإنسان أمام ذلك الديان هي ماهية تجاوبك مع عمل المسيح الكفاري على الصليب من أجلك. ماذا سيكون جوابك على سؤاله: "هل قبلتَ العمل الكفاري الذي أكملتُه أنا على الصليب من أجل غفران خطاياك؟" وما هو معنى جوابك إن كان جوابا سلبيا؟ يردّ علينا الكتاب المقدس قائلاً:"فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة، الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد... إن كنا نقبل شهادة الناس فشهادة الله أعظم لان هذه هي شهادة الله التي قد شهد بها عن ابنه. من يؤمن بابن الله فعنده الشهادة في نفسه. من لا يصدق الله فقد جعله كاذباً لأنه لم يؤمن بالشهادة التي قد شهد بها الله عن ابنه. وهذه هي الشهادة أن الله أعطانا حياة أبدية وهذه الحياة هي في ابنه. من له الابن فله الحياة ومن ليس له ابن الله فليست له الحياة"(1يوحنا 7:5-12). إذاً، القضية العظمى أمام الحكم المقسط والقاضي العادل تقتصر على حقيقة قبولك أو رفضك لشهادة الله بخصوص ابنه وعمله الكفاري على الصليب لخلاص بني البشر. فإن رفضت تلك الشهادة تكون قد كَذَّبتَ شهادة الله بخصوص ابنه، لذلك ستجد نفسك بلا عذر بين يدي قاض غاضب فتحصد الغضب الذي ذخرته لنفسك في يوم الغضب الذي فيه يصدر حكم دينونة الله العادلة على كل من صمم أن لا يؤمن بكلمة الله وأن لا يقبل شهادته. ولكن صلاة قلبي من أجلك هي أن تكون قد قبلت عمل المسيح الكفاري على الصليب لغفران خطاياك واتخذت الرب يسوع المسيح مخلصاً شخصياً لحياتك، فتكون من بين المؤمنين المخلصين الذين سيرثون الحياة الأبدية والنعيم السماوي. وليباركك الرب بكل بركة روحية في السماويات. آمين.